{الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ} فقد يكون الوسواس الخناس من الجنّ الذين قد يزيّنون للإنسان الكفر والمعصية والضلال في ما حدّثنا الله عنه في القرآن من حركة الشيطان في حياة الإنسان ،ولكنه لا يملك السيطرة على الإنسان الذي يلتفت إلى نفسه ،وينفتح على ربه ،وذلك في ما كرّره الله من قوله تعالى:{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} [ الحجر:42] ،ولكن كيف يوسوس الشيطان للإنسان ،وكيف يدخل إلى عقله وإحساسه وحياته ؟إننا لم نجد وسيلةً لنتعرف إلى ذلك بطريقة مادية ،ولكننا نعيش النتائج في أنفسنا ،من خلال حركته في الفكر والإحساس والوجدان .وقد يكون هذا الوسواس الخنّاس من الإنس الذين يعيشون مع الإنسان ،ويملكون بعض التأثير عليه ،من خلال علاقات المزاج أو القرابة أو الصداقة أو المصلحة أو الشهوة أو السلطان ونحو ذلك ،فيستغلّون الجانب العاطفي أو الغريزيّ ،أو الضعف الذاتي ،للنفاذ إلى داخل شخصيته من أجل إغوائه وإغرائه وتوجيهه إلى مواقع الضلال .