قوله:{من الجنة والناس} أي أن الموسوس قد يكون من الجن أو من الإنس ،فهما بذلك شيطانان .أما شيطان الجن فإنه يوسوس في صدور الناس ،وأما شيطان الإنس فإنه يأتي علانية .قال قتادة: إن من الجن شياطين ،وإن من الإنس شياطين .فتعوذ بالله من شياطين الإنس والجن .
وقيل: إن قوله:{من الجنة والناس} بيان للناس ،وإن اسم الناس ينطلق على الجنة{[4887]} .
تم هذا التفسير بعون الله ومشيئته وفضله وتوفيقه في العشاء الآخرة من ليلة الأربعاء في الرابع والعشرين من شهر صفر لعام سبعة عشر وأربعمائة وألف للهجرة .الموافق للعاشر من تموز عام ستة وتسعين وتسعمائة وألف للميلاد .
أسأل الله جلت قدرته أن يسهم هذا الجهد في الإعراب عن عظيم الشأن للقرآن الكريم ،وفي إظهار ما تضمنه هذا الكتاب المعجز الفذ من عجيب المعاني والأخبار والحقائق ،ليستيقن الناس أن هذا القرآن لهو أعظم الحقائق اليقينية في هذا الوجود .
ثم أسأله عز شأنه أن يكون ما بذلناه في هذا التفسير متقبّلا ،وأن يدفع عنا به غوائل الشرور والموبقات والخطايا ،وأن يكون لنا فرطا يوم التناد ،فنظفر بالسعادة والنجاة والرضوان .والحمد لله رب العالمين .