قوله تعالى:{قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ 13 قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ} اللام ،لام الابتداء ؛أي ليحزنني ويشق علي مفارقة يوسف مدة ذهابكم به إلى الصحراء إلى أن يعود .وذلك لشدة حبه له وتعلق قلبه به ؛فقد توسم فيه علائم الخير وشمائل النبوة ،فوق ما لاحظه من كمال الخلق والخلق .ومن أجل ذلك كله ازداد قلبه تشبثا به وحبا له ،فما كان يحتمل طول غيابه عنه .
وكذلك خشي يعقوب عليه السلام على والده يوسف أن ينشغلوا عنه فيغفلوا عنه ثم يأكله الذئب وهم لا يشعرون .
ولعل إخوة يوسف قد استمسكوا بكلمة الذئب أسوأ استمساك ليتخذوا من مسألة الذئب ذريعة يبررون بها كيدهم وما فعلوه بأخيهم يوسف من سوء الفعال .