ولكن أباهم صرف الحديث إلى جانبٍ آخر ،فلم يؤكد اتهامه لهم بالعداوة له ،بل أثار أمامهم مسألةً أخرى ،وهي خوفه عليه من الذئب الذي قد يفترسه عند غفلة إخوته عنه في لهوهم ولعبهم ،{قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ} لأن طبيعة أجواء اللهو واللعب ،توحي بالغفلة عن كثير من الأشياء المهمّة ،للحالة المحمومة التي تتحكم بالأعصاب وبالمواقف .وجاء في بعض الروايات أنَّ يعقوب كان يريد أن يلقّنهم الحجة في ما يعتذرون به بعد تنفيذ خطتهم ،في ما أخبره الله به ،الأمر الذي لم يكن وارداً عندهم في تفكيرهم حول الموضوع ،والذي لم يثبت عندنا ،وإن كان ممكناً ،وقد أجابوا أباهم بأن هذا الخوف لا مجال له أمام عددهم الكبير ،فإذا غفل عنه واحد أو أكثر منهم ،فكيف يغفل عنه الآخرون ؟