/م11
{ قال إني ليحزنني أن تذهبوا به} أي قال أبوهم جوابا لهم:إني ليحزنني ذهابكم به بمجرد وقوعه ، والحزن ألم النفس من فقد محبوب أو وقوع مكروه ، وفعله من باب قتل في لغة قريش وتعديه تميم بالهمزة واللام في قوله ليحزنني للابتداء{ وأخاف أن يأكله الذئب} والخوف ألم النفس مما يتوقع من مكروه قبل أن يقع{ وأنتم عنه غافلون} أي في حال غفلة منكم عنه واشتغال عن مراقبته وحفظه بلعبكم ، قيل لو لم يذكر خوفه هذا لهم لما خطر ببالهم أن يقع ، ولعله قال من باب الاحتياط أو الاعتذار بالظواهر ، وإن كان يعلم حسن عاقبته في الباطن ، على أن علمه هذا كان مجملا مبهما ومقيدا بالأقدار المجهولة كما أشرنا إليه من قبل .