/م11
{ أرسله معنا غدا يرتع ويلعب} أي أرسله معنا غداة غد إذ نخرج كعادتنا إلى مراعينا وهي مفهومة من قراءة الياء فإن المراد من خروجه معهم مشاركته إياهم في رياضتهم وأنسهم وسرورهم بحرية الأكل واللعب والرتوع وهو أكل ما يطيب لهم من الفاكهة والبقول وأصله رتع الماشية حيث تشاء ، قال الزمخشري في الكشاف{ نرتع} نتسع في أكل الفواكه وغيرها وأصل الرتعة الخصب والسعة اه وأما لعب أهل البادية فأكثره السباق والصراع والرمي بالعصي والسهام إن وجدت .وسيأتي أن لعبهم كان الاستباق بالعدو على الأرجل{ وإنا له لحافظون} ما دام معنا نقيه من كل سوء وأذى ، أكدوا هذا الوعد كسابقه مبالغة في الكيد .
وفي التفسير المأثورة عن ابن عباس [ رضي الله عنه] أرسله معنا غدا نرتع ونلعب .قال نسعى وننشط ونلهو .وعن ابن زيد [ يرتعي بالياء وكسر العين قال يرعى غنمه وينظر ويعقل ويعرف ما يعرف الرجل] وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن هارون قال كان أبو عمرو يقرأ [ نرتع ونلعب] بالنون فقلت لأبي عمرو:كيف يقولون [ نرتع ونلعب] وهم أنبياء ؟ قال:لم يكونوا يومئذ أنبياء .وقد توسع بعض المفسرين في هذه المسألة وعدوها مشكلة لظنهم أن اللعب غير جائز وقوعه من الأنبياء .وقد توسع بعض المفسرين في هذه المسألة وعدوها مشكلة لظنهم أن اللعب غير جائز وقوعه من الأنبياء .والتحقيق أن من اللعب ما هو نافع فهو مباح أو مستحب ، ومنه ملاعبة الرجل لزوجه وملاعبتها له كما ورد في الحديث الصحيح ، وأن إخوة يوسف لم يكونوا أنبياء يومئذ ولا بعده كما حققناه في محله ، وإن من التنطع والغفلة استشكال اللعب المباح في نفسه ممن شهد الله عليهم بالكيد لأخيهم والائتمار بقتله وتعمد إيذائه وفجيعة أبيهم به وكذبهم عليه وغير ذلك من كبائر المعاصي !