قوله تعالى:{أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنّا له لحافظون} [ يوسف: 12] .
إن قلتَ: كيف قالوا ذلك ،مع أنهم كانوا بالغين عاقلين –وأنبياء أيضا على قوله ؟ - وكيف رضي يعقوب بذلك منهم ،على قراءة النون ؟ !
قلتُ: كان لعبُهم المسايفة({[308]} ) والمناضلة ،يؤيده{إنا ذهبنا نستبق} [ يوسف: 17] ،وسمّوه لعبا لأنه في صورة اللعب .
قال الفخر الرازي: ويُرَدّ على أصل السؤال أن يقال: كيف يتورّعون عن اللعب ،وهم قد فعلوا ما هو أعظم حرمة من اللعب وأشدّ ،وهو إلقاء أخيهم في الجُبّ على قصد القتل!!
قلتُ: لم يكن وقت إلقاء أخيهم يوسف في الجبّ ،وقت طلب تورّعهم عن اللعب ولا قتله ،وأصل السؤال إنما وقع على طلب التورّع المتقدّم على الإلقاء ،لكن يُطلب الجواب عن إلقائهم له في الجب من أن ذلك من المعاصي!؟ويُجاب بما مرّ في الجواب عن قولهم{اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا}!!