قوله تعالى:{براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين} [ التوبة: 1] .
إن قلتَ: لم ترك البسملة فيها دون غيرها ؟
قلتُ: لاختلاف الصحابة في أنّ"براءة "و "الأنفال "سورتان ،أو سورة واحدة ،نظرا لأن كلا منهما نزل في القتال ،فترك بينهما فُرجة ،عملا بالأول ،وتُركت البسملة عملا بالثاني .
أو لأن البسملة أمان ،وبراءة فيها قتلُ المشركين ومحاربتُهم ،فلا مناسبة بينهما .
أو لأن الأنفال ،لمّا تضمّنت طلبَ موالاة المؤمنين ،بعضهم بعضا ،وأن ينقطعوا عن الكفّار بالكليّة ،وكان قوله تعالى:{براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين} تقريراً وتأكيداً ،لذلك تُركت البسملة بينهما({[251]} ) .