قوله تعالى:{قل هو الله أحد الله الصمد} [ الإخلاص: 1-2] ({[717]} ) .
كرّر لفظ"الله "لتكون الجملة الثانية ،مستقلة بذاتها كالأولى ،غير محتاجة إلى الأولى .
فإن قلتَ: كيف ذكر"أحد "في الإثبات ،مع أن المشهور أنه يُستعمل بعد النفي ،كما أن الواحد لا يُستعمل إلا بعد الإثبات ،يُقال: في الدار واحد ،وما في الدار أحد ،ومن ذلك قوله تعالى:{وإلهكم إله واحد} [ البقرة: 163] وقوله:{الله الواحد القهار} [ إبراهيم: 48] وقوله تعالى:{ولا تصل على أحد منهم مات أبدا} [ التوبة: 84] قوله:{لا نفرّق بين أحد من رسله} ؟[ البقرة: 285] .
قلتُ: قال ابن عباس رضي الله عنهما: لا فرق بينهما في المعنى .
واختاره أبو عبيدة ،ويؤيده قوله تعالى:{فابعثوا أحدكم بورِقِكُم} [ الكهف: 19] ،وعليه فلا يختصّ أحدهما بمحلّ دون الآخر في الإثبات ،و يجوز أن يكون العدول عن المشهور هنا ،رعاية للفاصلة بعد .