وكانت المسألة تمثّل التحدي الكبير لهم في إطار ما يريدون الحصول عليه من ثقة أبيهم حيال أغلى الأشياء عنده ،ومن ثقة الناس بهم في حفظ الأمانة الأخوية والإخلاص لها ،والاهتمام بها في أعلى درجات الاهتمام{قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} في العدد والقوة ،{إِنَّآ إِذَا لَّخَاسِرُونَ} وأي خسارة أعظم من خسارة الإنسان ثقة الناس به ،في أكثر الأشياء اتّصالاً بالجانب الحميم من حياته ،وهذا ما أراد ما أن يؤكدهُ في موقفهم الاستعراضي الذي يحاولون من خلاله الإيحاء لأبيهم بأنهم في مستوى المسؤولية وفي أعلى درجات الوعي واليقظة والقوة والإخلاص ،لأن المسألة تمثل حالةً متّصلةً بالذات ،في تقييمهم الشخصي والروحي .