ووافق يعقوب على ما طلبوه منه ،وأرسل يوسف معهم ،فنجحوا في الخطوة الأولى من خطتهم المرسومة .{فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ} واتفقوا على تنفيذ المؤامرة ،فتعاونوا على شدّ وثاقه ،في فظاظةٍ وغلظةٍ لم تأبه لتوسلات يوسف المستغيثة بوداعة ،بحثاً عن أملٍ في الانفلات منهم ،ولكن عبثاً يحاول ،فأنزلوه إلى أعماق البئر وتركوه هناك ،وتمّ لهم ما أرادوه ،وقد أراد الله ليعقوب أن يوحي إليهم بما فعلوه بالرمز والإشارة في أسلوب من الاتهام الخفيّ الذي يحسّ به المتهم من خلال كلمةٍ أو همسةٍ أو نظرةٍ ،{وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} بطريقةٍ خفيّةٍ موحيةٍ ،وهذا ما فعله يعقوب في ما نراه من ختام هذا الفصل .