{ فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجب وأوحينا إليه لتنبئهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون 15} .
( الفاء )لترتيب ما بعدها على ما قبلها ، أي ترتيب على أخذه بعد إقناع الأب أن يأخذوه ، فلما أخذوه ، نفذوا فيه ما دبروا{ وأجمعوا} معناه اعتزموا وأصروا على أن يجعلوه في أعماق البئر ، كما قرروا من قبل ودبروا ، ويروى أنهم آذوه بالضرب والتنكيل ، وهو يستغيث ، ولا يغاث حتى كادوا يقتلونه ، ونبههم إلى ذلك من نهاهم عن القتل في ابتداء التدبير ، وفي هذه الشديدة ، والألم المرير ، ألقى الله تعالىفي قلبه الاطمئنان الى المستقبلوالهمه الالهام الصادق بوحي الله تعالى ان المستقبل سيكون له ، وأنه سينبئهم بأمرهم هذا ، وفي وقت يكونون محتاجين إليه ، وهو غير محتاج إليهم كما سيأتي إن شاء الله تعالى في آخر السورة ، وهم لا يشعرون بهذا الإلهام الذي كان وحيا إلهاميا .
بعد أن أتموا ما دبروا من إثم قاتل ، وإن لم يأخذ صورة الذبح عادوا إلى أبيهم باكين حقا ، أو متباكين لستر ما دبروا ، ونحسب أنه بكاء ؛ لأن الاندفاع إلى الشر لا يمنع الإحساس بالألم عند وقوعه ، ودم الإخوة لا ينقطع ، بل له عواقب أليمة بعد الفعل القاطع .