قوله تعالى:{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ 23 سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} .{جَنَّاتُ} ،بدل من عقبى الدار} .و{عَدْن} يعني الإقامة والدوام الذي لا ينقطع .والمراد جنات الإقامة الأبدية والخلود الدائم الذي يمكث فيه المؤمنون يوم القيامة ،والذي جعله الله جزاء للمؤمنين أولي الصفات العظيمة المبينة في الآية ،ومعهم الصالحونٍ
{مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ} أولئك يجمعهم الله بالمؤمنين أولي الصفات المذكورة كيما يحبروا{[2348]} وتقر بهم عيونهم .لا جرم أن المؤمن يجد في نفسه كامل الراحة والسكينة والحبور ،وهو يرى أهله وأحبابه الأقربين من حوله وهم آمنون مطمئنون سعداء في الجنة جعلنا الله منهم .على أن رباط النسب أو القربى وحده لا يغني شيئا إن كان في معزل عن دين الله ،أو كان أولو القربى غير أولي دين ،أو كانوا من المشركين الفاسقين .وإنما يعول على الصلاح في الدين والعقيدة ليتسنى لهؤلاء أن لدخلوا الجنة في صحبة المؤمنين وزمرتهم .
قوله:{وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ} تدخل الملائكة الأطهار على المؤمنين السعداء الذين فازوا بالجنة فيهنئونهم بنجاتهم وفوزهم .يدخلون عليهم من أبواب الجنة محيين ومباركين ليكون في ذلك زيادة لهم في النعيم والتكريم .