قوله:{الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ}{الذين} بدل من قوله:{من أناب} وتطمئن قلوبهم} ،أي تسكن وتركن إلى جناب الله وعند ذكره ؛إذ تتذكر جلاله ورحمته ومغفرته وعظيم سلطانه فتستشعر في أعماقها الراحة والإحساس بالأمن والسكينة .وقيل: المراد بذكره القرآن ؛فهو النظم العجيب المعجز الذي تتجلى فيه روائع شتى من كريم المعاني وحلاوة الإيقاع والنعم ،ونفاذ السحر الباهر الذي يفضي إلى أعماق القلوب ليكسب فيها الشرج والحبور .
قوله:{أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} الله حقيق بأن تطيب لفضله القلوب ،وتسكن لذكره وحده دون غيره من الشركاء والأنداد .الله حقيق أن تأنس بجلاله وبتلاوة قرآنه القلوب المستوحشة إذا غاب عنها المؤنسون من الخلان والأحباب .لا جرم أن الله وحده خير مؤنس للمرء في حالات العزلة والاحتباس ؛إذ تحيط به لواعج الكآبة والتلهف .فإذا ما ذكر العبد المحزون ربه وحيدا وجد في نفسه وأعماقه ما يسري عنه الهم والحزن ،أو يكفكف عنه الإحساس بالضيق أو الوجل .