قوله تعالى:{وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ} المراد مؤمنو أهل الكتاب ،وهم الذين آمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعوه .وهؤلاء يفرحون بنزول القرآن ؛لأنهم مصدقون مطمئنون بالإيمان وقد لامس برد اليقين قلوبهم الطيبة فاستشعروا حلاوة القرآن .وقيل: المراد أهل الكتاب من اليهود والنصارى يفرحون بنزول القرآن لتصديقه كتبهم .
قوله:{وَمِنَ الأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ}{ومن الأحزاب} ،أي من أهل الملل المختلفة المتحزبين ضد الرسول صلى الله عليه وسلم والذين يصدون عن دين الله وهم أهل أديان ونحل وفلسفات كافرة شتى ؛فإنهم ينكرون بعض ما في القرآن ؛لأنه بعضهم ممن يؤمن بالله خالق السموات والأرض ويؤمن ببعض النبيين ،لكنهم مع ذلك يجحدون ما في القرآن من حقائق وأحكام وأخبار .
قوله:{قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ}{أشرك} منصوب لعطفه على{أعبد} أي قل لهم يا محمد إنما أمرت بعبادة الله وحده دون سواه من الشركاء والأنداد .وكذلك فإني مقرر لله بكامل الوحدانية ومخلص له الدين طائعا مخبتا{إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ} أي أدعوا الناس إلى عبادته وحده ومرجعي ومصيري .