قوله تعالى:{مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ}{مثل} ،مرفوع على الابتداء .وخبره محذوف وتقديره: فيما يتلى عليكم مثل الجنة ،وهو قول سيبويه .وقيل: خبره{تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ} والأول أقوى{[2357]} .
فبعد أن بين الله ما أعده للكافرين الظالمين من عذاب الدنيا والآخرة ،ذكر ما أعده لبعاده المؤمنين ؛فقد أعد لهم الجنة ووصفها بأنها تنساح خلالها وفي أرجائها الأنهار .ووصفها أيضا بأنها:{أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا} أي ما فيها من ثمار ومأكل ومشارب وغير ذلك من مطعوم ؛فإنه دائم لا ينقطع .وكذلك ظلها الرخي الظليل مستديم لا يزول .
قوله:{تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ} الإشارة عائدة إلى الجنة التي وصفها الله .والإشارة في محل رفع مبتدأ .وخبره{عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ} أي الجنة هي عاقبة المؤمنين الذين يخشون الله ويتقون معاصيه .وفي مقابل ذلك جعل الله النار عاقبة للكافرين{وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ} .