قوله تعالى:{وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد ( 49 ) سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار ( 50 ) ليجزى الله كل نفس ما كسبت إن الله سريع الحساب ( 51 )} ( مقرنين ) ،أي قرن بعضهم مع بعض من قرن الشيء بالشيء أي وصله به ،والأصفاد تعني القيود ،واحدها صفد ،بالتحريك .وصَفَده ؛أي شده واوثقه .والصِّفاد ما يوثق به الأسير من قيل وغل{[2426]} .
وذلك كائن في يوم القيامة حيث الحساب والجزاء واشتداد الهول والجزع ،وحيث التبدل المذهل الذي يغشى الأرض والسماوات ؛فإنه يؤتى بالمجرمين وهم الطغاة والخاسرون الذين عتوا عن أمر الله عتوا كبيرا وصدوا الناس عن دين الله ،وأشاعوا في الدنيا الكفر والضلال والفساد بكل صوره وألوانه .يؤتى بهم يوم القيامة ( مقرنين في الأصفاد ) أي يوثق بعضهم ببعض ؛فهم لكونهم متجانسين متشابهين في الكفر والعصيان ؛فإنهم يُضم بعضهم إلى بعض مقرنين في القيود والأغلال .وقيل: قرنت أيديهم وأرجلهم إلى رقابهم بالأصفاد وهي الأغلال والقيود أو الوثاق والسلاسل .