قوله:{وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون} هاتان صفتان من صفات الله ؛وهما الإحياء والإماتة ؛فالله جل جلاله ينشر الحياة في الكائن ليصير ذا حركة وإحساس ،وما يقتضيه ذلك من ظواهر تدل على الحياة ،كالسمع والبصر والإدراك وغير ذلك من ظواهر الحس .وهو سبحانه الذي ينزع هذه الظاهرة- ظاهرة الحياة- من الكائن ليصير ميتا لا حراك فيه ولا حس ولا إدراك .وكل ذلك بمشيئة الله وقدرته .
وتلك هي طبيعة الحياة والكائنات طيلة الزمان في هذه الدنيا حتى يحين الوعد المحتوم الذي تنتهي فيه الحياة الدنيا وتبدل فيه الأرض غير الأرض والسماوات . وحينئذ يرث الله وحده الملكوت كله بعد أن يعم الفناء كل شيء فلا يبقى أحد سوى الله .وهو قوله: ( ونحن الوارثون ) أي الباقون بعد هلاك الخلائق كافة .