قوله: ( فإذا سويته ) أي فعلت فيه ما يصير به مستويا معتدلا ،أو منسجما متكاملا متسقا لا عوج في خلقته ولا شذوذ .
قوله: ( ونفخت فيه من روحي ) النفخ معناه إجراء الريح من الفم{[2450]} .والمراد هنا: إفاضة ما به الحياة في البدن ليصير إنسانا حيا واعيا مدركا .وأضاف الله روح آدم إلى نفسه إكراما له ،قال الطوسي في التبيان عن هذا المعنى: الروح جسم رقيق روحاني فيها الحياة التي بها يجيء الحي فإذا خرجت الروح من البدن كان ميتا في الحكم .فإذا انتفت الحياة من الروح فهو ميت في الحقيقة{[2451]} .
قوله: ( فقعوا له ساجدين ) ذلك أمر الله للملائكة الأطهار أن يسجدوا لآدم عليه السلام .وذلك على سبيل التحية والتعظيم لآدم .
وقيل: إنه سجود بالمعنى المتبادر من قوله: ( فقعوا له ساجدين ) والوقوع معناه ،السقوط على الأرض .