قوله تعالى:{وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم ( 4 ) ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون ( 5 )} ذلك تخويف وتهديد لمشركي مكة الذين آذوا رسول الله وناصبوه الحرب والعداء ،فإن الله يبين لهم مهددا أنه ما من قرية من القرى أو أمة من الأمم التي أهلكناها فيما مضى ( إلا ولها كتاب معلوم ) أي إلا ولها أجل مؤقت أو مدة معلومة ،فلا نهلكهم إلا أن يبلغوها فإذا بلغوا مدَّتهم أهلكناهم ودمرنا عليهم .وهكذا المشركون الظالمون من أهل مكة لا نهلكهم إلا أن يبلغوا أجلهم الموعود المسطور في اللوح المحفوظ .
قوله: ( وما تسبق من أمة أجلها وما يستئخرون ) ( من ) ،زائدة مؤكدة ،والمعنى: أنه لا يتقدم هلاك أمة قبل أن يحين أجلها الذي جعله الله موعدا لهلاكها .ولا يتأخر هلاكها عن الأجل الذي جعله الله لها{[2430]} .