وقد ضرب لهم الأمثال وبين العبر بأحوال الماضين فقال تعالى:{ ما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم ( 4 ) ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون ( 5 )} .
الكتاب هنا الأجل ، أي أن أية قرية أهلكت كان بها أجل معلوم ، وهذا فيه بتسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وتهديد لهم بأنه إذا كان قد أهمل الشرك حتى طغوا وتجبروا واستكبروا فليس ذلك إهمالا لجرائمهم ، وما من قرية ، أي مدينة جامعة أهلكها إلا لأجل معلوم ، فانتظروا كتابكم الذي كتب لكم أيها المشركون ، فإما أن تخذلوا بسبب مقاومتكم للرسالة ، وتذلوا للحق ، والذلة للحق هي العزة ، وذلك إذا كان يرجى الإيمان في ذرياتكم ، وإما أن يأخذهم أخذ عزيز مقتدر ، كما أخذ عادا وثمود ، وآل مدين ، ومن قبلهم قوم نوح ، ثم كما أخذ فرعون ذي الأوثاد ، وسائر الذين طغوا في البلاد .