قوله تعالى:{ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ( 116 ) متاع قليل ولهم عذاب أليم ( 117 )} ،ما ،مصدرية ؛فهي مع الفعل بعدها في تأويل المصدر ؛أي: لوصف .و ( الكذب ) ،منصوب على أنه مفعول للفعل ( تصف ) ،{[2625]} والخطاب للمشركين الذين حرموا البحائر والسوائب ،وأحلوا ما في بطون الأنعام وإن كانت ميتة ،وذلك مما سوله الشيطان لهم وزيّنه في قلوبهم .والمعنى: لا تقولوا لوصف ألسنتكم فيما رزقكم الله من المطعوم: هذا حلال وهذا حرام لكي تفتروا على الله بهذا الكذب ؛فإن ذلك ليس مما حرمه الله أو أحله كما تخرصون وتفترون .
وقوله: ( إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ) ،ذلك وعيد من الله لهؤلاء الظالمين الذين يحرمون ويحلون سفها بغير علم ،ويفترون بذلك على الله كذبا ؛فهؤلاء لا فلاح لهم ولا نجاة فهم خاسرون في الدنيا والآخرة .وهو قوله:{متاع قليل ولهم عذاب أليم} ،