قوله: ( وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم ) الرواسي ،جمع راسية ،وهي الجبل العالي الثابت .
قوله: ( أن تميد بكم ) ( أن تميد ) في موضع نصب على المفعول له ؛أي كراهة أن تميد بكم .وكراهة منصوب على أنه مفعول له .أو لئلا تميد بكم{[2506]} ؛أي لئلا تضطرب بكم .و ( تميد ) ،من الميد وهو الميل يمينا وشمالا وهو الاضطراب .ماد يميد ميدا وهو مائد .ماء الشيء أي تحرك .ومادت الأغصان ؛أي تمايلت{[2507]} .
والمعنى: أن الله عز وعلا قد رسّخ الجبال الشامخات الثقال في الأرض لتستقر بثقلها فلا تتحرك أو تتمايل وتضطرب .
قوله: ( وأنهار وسبلا لعلكم تهتدون ) عطف ( أنهارا ) على ( رواسي ) وعطف ( سبلا ) على ( أنهار ) أي جعل الله في الأرض أنهارا .وذلك دليل يضاف إلى الأدلة الكثيرة على قدرة الصانع العظيم .وكذلك جعل ( سبلا ) أي طرقا تسلكونها ( لعلكم تهتدون ) أي تهتدون بهذه السبل إلى مقاصدكم وانتقالكم من أجل أغراضكم وحاجاتكم .