/م14
ثمّ يأتي الحديث عن الجبال بعد عرض فوائد البحار: ( وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم ){[2064]} .
كما قلنا سابقاً فإِنّ الجبال متصلة من جذورها وتقوم بتثبيت الأرض ممّا يجعلها مانعاً حصيناً من الزلازل الأرضية الشديدة الناشئة من الغازات الكامنة في باطن الأرض والمهددة بالخروج في أية لحظة على شكل زلزال .
إِضافة لخاصية الجبال في مد القشرة الأرضية بالمقاومة اللازمة أمام جاذبية القمر ( التي تسبب ظاهرة المد والجزر ) ويقلل من أثرها إلى حد كبير .
وللجبال من جانب ثالث القدرة على تقليل شدة حركة الرياح وتوجيه حركتها ،ولو لم تكن الجبال لكن سطح الأرض عرضة للعواصف الشديدة المستمرة .
ثمّ يتطرق القرآن الكريم مباشرة إلى نعمة الأنهار ،لما بين الجبال والأنهار من علاقة وثيقة حيث تعتبر الجبال المخازن الأصلية للمياه ،فيقول: ( وأنهاراً ) .
ثمّ يقطع القرآن الكريم الوهم الحاصل عند البعض من أن الجبال حاجز بين ارتباط الأراضي فيما بينها بالإِضافة لكونها مانعاً رهيباً أمام حركة النقل ،فيقول ( وسبلا لعلكم تهتدون ){[2065]} .
وهذه المسألة ملفتة للنظر حقاً ،حيث نجد طرق عبور يستطيع أن يتخذها الإِنسان سبيلا لتنقلاته بين أكبر السلاسل الجبلية وعورة في العالم ،وقليلا ما يكون هناك قطع كامل بين المناطق بسبب الجبال .
/خ18