قوله: ( ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة ) المراد بالدابة كل ما دب على الأرض من الكائنات الحية سواء فيها العاقل وهم بنو آدم ،أو غير العاقل من العجماوات .فما من كائن إلا ويسجد لله .على أن سجود المؤمنين الصادقين من بني آدم معروف .لكن سجود غيرهم من الكافرين والذين لا يعقلون يقع على هيئة يعلمها الله .
وقد أطلعنا القرآن على أن ظلال الأشياء والأجسام جميعا تسجد لله .وقيل في هذا الصدد: ظل كل شيء يسجد لله سواء كان ذلك الشيء ساجدا أم لا .
قوله: ( والملائكة ) معطوف على ما قبله مما ذكر .وقد عطف للتعظيم كعطف جبريل على الملائكة .والمراد ملائكة السماء والأرض .والمعنى: أن الله يسجد له ما في السموات وما في الأرض من الدواب والملائكة ( وهم لا يستكبرون ) عن التذلل له والخشوع ،والجاحدون المستكبرون قلوبهم منكرة لكن ظلالهم تسجد لله بميلانها ودورانها وحركتها .