قوله تعالى:{فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ( 98 ) إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ( 99 ) إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ( 100 )} ،يعني: إذا أردت أن تقرأ القرآن ( فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) ،وهو المخلوق الجني المتمرد اللعين ،المطرود من الرحمة ومن كل خير .والفاء للتعقيب .واستعذ ،اطلب اللجوء ،أو التجىء ،من العوذ ،وهو الالتجاء ،كالعياذ والمعاذ والتعوذ والاستعاذة .ومعاذ الله ؛أي أعوذ بالله معاذا{[2607]} .
ويستفاد من هذه الآية: الأمر بالاستعاذة من الشيطان الرجيم عند قراءة القرآن .وإنما الأمر للندب والاستحباب وليس للزوم .وهو قول الجمهور من أهل العلم ؛إذ قالوا: إن من قرأ القرآن ولم يستعذ بالله من الشيطان الرجيم قبل أن يقرأ ؛لم يكن مفرطا في فرض أو واجب .