قوله: ( إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ) الله هو الرازق الباسط ،وهو القابض المانع ؛وهو يغني من يشاء ويضيّق على من يشاء لحكمة لا يعلمها إلا هو .ذلك أن الناس في تفاوت جبلاتهم واختلاف طبائعهم ليسوا على نسق واحد في مدى التأثر بالمال وسعة الرزق ؛فمنهم من لا يزداد بكثرة ذلك إلا تعسفا وبطرا ليتيه بعد ذلك على وجهه اختيالا واستكبارا وقد أعماه البطر والغرور عن شكر النعمة .ومنهم من يبادر الشكر لله فينفق جل ماله في وجوه البر والخير ،فالله سبحانه يعلم من يصلحه الغنى والسعة ،ومن يفسده ذلك .وهو قوله سبحانه: ( إنه كان بعباده خبيرا بصيرا ){[2676]} .