قوله تعالى:{ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} ( تقف ) ،تتبع .قفا أثره ؛أي اتبعه ،واقتفى أثره وتقفاه بمعنى تبعه .وقافية كل شيء آخره .ومنه اسم النبي ( ص ) المقفّى ؛لأنه جاء آخر الأنبياء .ومنه القائف الذي يتبع أثر الشبه{[2685]} .والمعنى: لا تقل ما ليس لك به علم ،أو لا تقل رأيت ولم تر .وسمعت ولم تسمع .وعلمت ولم تعلم ؛فإن الله سائلك عن كل ذلك ،وبذلك نهى الله عن القول بالظن أو بغير علم .وفي الحديث:"اجتنبوا الظن ؛فإن الظن أكذب الحديث "ومن شأن المؤمن أن لا يفلت للسانه العنان فيتحدث بكل ما يظن أو يهوى وهو لا يحفزه إلى كثرة الحديث المظنون إلا رغبة سقيمة في الثرثرة واللغط وهو ما يفضي في الغالب إلى التعثر والوقوع في الزلات والتلبس بالخطل .
قوله: ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) الله جل وعلا يسأل جوارح الإنسان يوم القيامة فتنطق بما أحست أو شاهدت ،فيسأل السمع عما سمع ،والبصر عما رأى ،والفؤاد عما اعتقد ؛فكل عضو من هذه الأعضاء مسؤول أمام الله عن الإنسان ليلقى ما يستوجبه من الجزاء .