ولا تقفُ ما ليس لك به علم: لا تتدخل بما لا يعنيك .
ثم ينص على أمر هام لا يزال إلى الآن موجودا في مجتمعنا ،وهو الفضول ،والتدخل في أمر الغير ،والكلام على الناس ،والغيبة ،ونقل الكلام بدون تثبت ،فيقول:{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السمع والبصر والفؤاد كُلُّ أولئك كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} ولا تتبع أيها المرء ما لا علم لك به ،فلا تكن فضوليا تتدخل في شئون غيرك ،ولا تنقل خبرا ما لم تتأكد منه وتتثبت من صحته من قول يقال ،أو رواية تروى ،ومن حكم شرعي أو قضية اعتقادية ،ولا تشهد إلا بما رأت عيناك ،وسمعته أذناك ،ووعاه قلبك ،ففي الحديث الشريف:
( إياكم والظن ،فإن الظن أكذب الحديث ) وفي سنن أبي داود: ( بئس مطية الرجُلِ زعموا ) إن الله يسأل الإنسان عما فعلت جوارحه ،وستسأل الجوارح نفسها عما اجترمت{يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [ الشعراء: 89-90] .
وإنها لقواعد أخلاقية عظيمة ،تؤمن سلامة المجتمع ،وتجعل الناس يعيشون بأمن وسلام .وهذا هو الإسلام ،وهذا هو القرآن الكريم{إِنَّ هذا القرآن يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} .