قوله تعالى:{ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا} الإشارة ،إلى ما تقدم ذكره من الآيات بداء بقوله: ( ولا تجعل مع الله إلها آخر ) حتى هنا .وقد سمى ذلك حكمة ؛لأنه كلام كريم ومحكم لا مدخل فيه للفساد أو النقص بحال .وهي في جملتها تنهى عن الشرك وتدعو إلى التوحيد الخالص لله وما يقتضيه هذا الأصل من مختلف الطاعات والعبادات .
قوله: ( ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا ) الخطاب لرسول الله ( ص ) .والمراد به كل الناس ؛إذ يحذرهم من فظاعة الشرك .لا جرم أن الشرك ظلم عظيم ؛فهو يودي بالمشركين في جهنم ملومين مدحورين ؛أي تلومون أنفسكم ويلومكم الخلق فيحيط بكم التعس والحسرة والندامة من كل جانب فلا يغني عنكم ذلك من العذاب شيئا .والمدحور ،معناه المبعد من كل خير ورحمة .