قوله: ( أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى ) أم أمنتم بعد ما جأرتم إلينا بالدعاء فأنجيناكم من الغرق ثم أعرضتم ونسيتم ،أن يعيدكم الله إلى البحر مرة ثانية فتعاينوا الهول من جديد ؛إذ يرسل عليكم هذه المرة ( قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ) القاصف من الريح ،التي لها قصيف وهو الصوت الشديد ،أو هو الكاسر ؛قصفت الريح السفينة ؛أي كسرتها لشدتها .وريح قاصف ؛أي شديد .
والمراد هنا الريح الشديدة التي تكسر الفلك فتغرقها بمن فيها وهو مقتضى قوله: ( فيغرقكم بما كفرتم ) أي فيغرقكم بسبب جحودكم وكفرانكم النعم من ربكم ( ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا ) تبيع ،بمعنى تابع ؛أي لا تجدون بعد إغراقكم وإهلاككم من يثأر لكم أو يطالب بالانتقام لكم{[2714]} .