( أولئك لهم جنات عدن ) وهو ما بيناه في الإعراب آنفا .
والمعنى: أن المؤمنين الصالحين ،جزاؤهم عند الله محفوظ غير مضيع ؛فقد أعد الله لهم جنات عدن .والعدن بمعنى الإقامة ؛فهي دار إقامة لا تفنى ولا تتبدد ولا تزول .ويجد فيها المؤمنون الصالحون من السعادة وحسن الجزاء ما لا يطرأ على قلب بشر ولا تتخيله الأذهان .وهم أيضا ( يحلون فيها من أساور من ذهب ) وهذا صنف من أصناف النعمة والسعادة التي يتلذذ فيها المؤمنون في الجنة ،وهي التحلية بأساور من ذهب .ولئن كان لباس الذهب والحرير في الدنيا محرما على الرجال ؛فإنه يصير في الجنة متاحا للمؤمنين ليكون لهم أجمل حلية يتحلون بها .وهم كذلك يلبسون الثياب الخضر من السندس وهو الديباج الرقيق .وكذا الاستبرق وهو ما غلظ من الديباج .والديباج ،كلمة فارسية .وهو ضرب من الثياب سداه ولحمته حرير .{[2808]}
قوله: ( متكئين فيها على الأرائك ) ( الأرائك ) ،جمع أريكة ،وهي سرير منجّد مزين في قبو أو بيت ،فإذا لم يكن فيه سرير فهو حجلة{[2809]} ،والحجلة: ساتر كالقبة يزين بالثياب والستور للعروس{[2810]} .والمعنى: أن المؤمنين يتنغمون في الجنة باتكائهم على الأسرة ليجدوا وهم جلوس فوقها كامل الإحساس بالراحة والسعادة ( نعم الثواب وحسنت مرتفقا ) أي نعمت هذه الجنات التي أعدها الله للمؤمنين الصالحين وحسنت منزلا لهم ومقاما{[2811]} .