/م27
المفردات:
جنات عدن: جنات إقامة واستقرار ،يقال: عدن بالمكان ؛إذا قام به واستقر ؛ومنه المعدن ؛لاستقرار الجواهر فيه .
أساور: واحدها: سوار وهو ما يحيط بالمعصم .
سندس: رقيق الديباج واحده: سندسة ،وهو فارسي معرب .
إستبرق: ما غلظ منه وهو رومي معرب .
الأرائك: واحدها: أريكة- سرير عليه حجلة ( ناموسية ) .
أما ثوابهم في الدنيا فهو القوة والتفوق ،وأما ثوابهم في الآخرة فهو الجنة ونعيمها ،وقد بين القرآن ألوان نعم العاملين في الجنة فقال:
31-{أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار ...}
أي: هم في جنات إقامة ،تجري من تحت غرفهم ومنازلهم أنهار الجنة .
{يحلون فيها من أساور من ذهب ...}
أي: يحلون في الجنة بأساور الذهب ،وقد أخرج البخاري ومسلم وغيرهما: عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء )34 .
وتفيد آيات القرآن الأخرى: أن المؤمن يتمتع بثلاثة أساور ،واحدة: من فضة ،والثانية: من لؤلؤ ،والثالثة: من ذهب .
قال تعالى:{وحلوا أساور من فضة ...} ( الإنسان: 21 ) .
وقال تعالى:{ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير} .( الحج: 23 ) .
وفي الآية التي نفسرها:{يحلون فيها من أساور من ذهب ...}
{ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق} .
أي: ويلبسون رقيق الحرير وهو السندس ،وغليظه مما نسج من سلوك الذهب ،وهذا لباس المترفين في الدنيا ،ومنتهى ما يكون لأهل النعيم .
واختير اللون الأخضر ؛لأنه أرفق بالأبصار ،ومن ثم جعله الله لون النبات والأشجار ،وجعل لون السماء الزرقة ؛لأنه نافع لأبصار الحيوان أيضا .
وقد قالوا: ثلاثة يذهبن الحزن: الماء ،والخضرة ،والوجه الحسن !
{متكئين فيها على الأرائك ...}
أي: يتكئون فيها على سرر مزدانة بالستور ،وفي هذا دليل على منتهى الراحة والنعيم ،كما يكون ذلك في الدنيا .
{نعم الثواب وحسنت مرتفقا} .
أي: نعمة الجنة لهم جزاء وفاقا على جميل أعمالهم ،وحسنت منزلا ومقيلا .
ونحو الآية قوله تعالى:{أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما .خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما} .( الفرقان: 76 ،75 ) .