وما قولهم هذا إلا الضلال والباطل .ولم يصدر هذا القول المقبوح عن علم منهم ولا من أسلافهم .وإنما قالوه جهلا وضلالا .وهو قوله: ( ما لهم به من علم ولا لآبائهم ) فقد جاء القرآن نذيرا لهؤلاء المكذبين ،جزاء مقالتهم الظالمة .ولذلك قال: ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم ) ( كلمة ) ،منصوب على التمييز: والتقدير ،كبرت الكلمة كلمة .و ( تخرج ) ،جملة فعلية في موضع نصب ،صفة لقوله: ( كلمة ){[2769]} .والمعنى: عظمت الكلمة التي قالوها ،كلمة ،أو كبرت مقالتهم كلمة .والمراد بهذه الكلمة قولهم: ( اتخذ الله ولدا ) وقد وصفها بأنها ( تخرج من أفواههم ) وذلك استعظام لاجترائهم المستهجن على النطق بهذه المقالة وإخراجها من أفواههم ؛فإن كثيرا من الناس يكظمون في نفوسهم المنكر ولا يبلغون مبلغ النطق بها ،لكن هؤلاء غالوا في الكفر فقالوا مثل هذه الكلمة النكراء ( إن يقولون إلا كذبا ) أي ما يقول هؤلاء الظالمون الخاسرون إلا الكذب والافتراء على الله ،فبئس ما افتروا وبئس ما قالوا{[2770]} .