قوله تعالى:{وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا ( 99 ) وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا ( 100 ) الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكرى وكانوا لا يستطعيون سمعا ( 101 ) أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا اعتدنا جهنم للكافرين نزلا ( 102 )} ذلك إخبار من الله عما هو كائن قبل يوم القيامة .والضمير في بعضهم يعود على يأجوج ومأجوج .وذلك حين يخرجون مزدحمين من وراء السد وهم هائجون مضطربون .وروي أنهم لا يعثرون بدواب أو شجر إلا أكلوه ،ولا يرون ماء إلا شربوه ،ولا يظفرون ببشر إلا أبادوه ثم يهلكهم الله بعذاب من عنده وذلك بعد عيثهم في الدنيا الخراب والفساد .وقيل: يختلط الخلق بعضهم بعضهم ،إنسهم وجهنم وهم جميعا حيارى وذلك كله قبل يوم القيامة وبعد الدجال .ثم يأذن الله ببعثهم في اليوم الموعود ،وهو يوم مجموع له الناس ليلاقوا الحساب والعقاب .وذلك في قوله: ( ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا ) أي عقب النفخ في الصور يجمع الله الخلائق إنسهم وجهنم ليجدوا مصيرهم المحتوم .