قوله: ( قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء ) قال: ( هذا ) ولم يقل: هذه ؛لأن تأنيث الرحمة غير حقيقي .والتأنيث إذا كان غير حقيقي جاز فيه التذكير ،ولأن الرحمة بمعنى الغفران ،فذكره حملا على المعنى{[2868]} .
والمعنى: هذا السد الذي حال بين القوم والمفسدين ،رحمة من الله بعباده ؛إذ خولني هذا الإقدار والتمكين من تسويته فإذا جاء يوم القيامة جعل الله هذا السد ( دكاء ) أي مدكوكا مبسوطا مسوّى بالأرض ( وكان وعد ربي حقا ) وعد الله بقيام الساعة حقيقة لا ريب فيها .وهو كائن لا محالة .وهذا آخر كلام ذي القرنين{[2869]} .