قوله تعالى:{قَالَ هذا رَحْمَةٌ مِّن رَبّي فَإِذَا جاء وَعْدُ رَبّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبّي حَقّاً 98} .
اعلم أولاًأنا قد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك: أنه إن كان لبعض الآيات بيان من القرآن لا يفي بإيضاح المقصود وقد بينه النَّبي صلى الله عليه وسلم فإنا نتمم بيانه بذكر السنة المبينة له .وقد قدمنا أمثلة متعددة لذلك .فإذا علمت ذلك فاعلمأن هاتين الآيتين لهما بيان من كتاب أوضحته السنة ،فصار بضميمة السنة إلى القرآن بياناً وافياً بالمقصود ،والله جل وعلا قال في كتابه لنبيه صلى الله عليه وسلم:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ 44} فإذا علمت ذلك فاعلم أن هذه الآية الكريمة ،وآية الأنبياء قد دلتا في الجملة على أن السد الذي بناه ذو القرنين دون يأجوج ومأجوج إنما يجعله الله دكا عند مجيء الوقت الموعود بذلك فيه .وقد دلتا على أنه بقرب يوم القيامة ،لأنه قال هنا:{فَإِذَا جاء وَعْدُ ربّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ ربّي حَقّاً 98 وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ في بَعْضٍ وَنُفِخَ في الصُّورِ} الآية .