قوله: ( فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة ) الهمزة للتعدية ؛أي اضطرها وألجأها ( المخاض إلى جذع النخلة ) والمخاض معناه الطلق أو وجع الولادة{[2891]} .و ( جذع النخلة ) ،أي ساق النخلة اليابسة .وكان ذلك شرقي محرابها الذي تصلي فيه بيت المقدس .وقيل: كان ذلك في قرية بيت لحم ،على عدة أميال من بيت المقدس .
قوله: ( قالت يا يليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ) لقد أصابها جزع شديد من شأنها هذا الذي يضيق به المرء ذرعا والذي يستشعر فيه بالغ الكرب والحراجة .وخصوصا في ذلك امرأة طاهرة عابدة فضلى ،خير نساء العالمين ؛فقد أحست ببالغ الحزن والحرج فتمنت من أجل ذلك لو ماتت قبل هذا الحدث وكانت ( نسيا منسيا ) ( نسيا ) ،بكسر النون وسكون السين .والنسي ما تلقيه المرأة من خرق اعتلالها .أو هو ما سقط من منازل المرتحلين من محقرات أمتعتهم{[2892]} .