قوله:{وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورءيا} ( كم ) ،الخبرية مفعول مقدم للفعل ( أهلكنا ){[2922]} .والرئي ،معناه المنظر .والقرن ،أهل كل زمان .و ( أثاثا ) أي أثاث البيت من الفرش ونحوها .
وهذا بيان من الله لمن يتعظ أو يتدبر كيلا تغره الحياة الدنيا ولا تفتنه المباهج والزينة والمتاع الزائل .
الله يبين لعباده أنه ما أكثر الأمم الغابرة ،والسابقين من الأجيال والأقوام الذين استغرقوا في الشهوات والزينة وأخذوا من خيرات الدنيا بحظوظ كثيرة ؛فكانوا خيرا من هؤلاء المشركين في فاخر أثاثهم وحسن بيوتهم ومساكنهم وجمال هيئاتهم ومناظرهم ؛لقد كانوا أحسن من هؤلاء المشركين فيما استمتعوا به من زينة الحياة الدنيا وما فيها من وجوه النعم الزائلة ،ثم صاروا بعد ذلك كله إلى الهلاك والفناء فأصبحت ديارهم خاوية ،وباتوا جميعا أثرا بعد عين .فماذا تغني الزينة والأموال والمفاخر المادية والشهوات بعد المصير المحقق المنتظر الذي يؤول إليه كل حي ،وهو الموت والفناء{[2923]} .