وقوله: ( إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم ) .لما قتلت سرية عبد الله بن جحش عمرو بن الحضرمي في الشهر الحرام ،عنّف المسلمون ابن جحش وأصحابه ،فلاقوا عن ذلك عنتا وأسفا ،ثم فرّج الله بهذه الآية عنهم وكشف عنهم ما أصابهم من فعلتهم في الشهر الحرام ،وبين لهم في الآية أنهم من المؤمنين الذين لهم أجر المهاجرين والمجاهدين في سبيل الله .وقد مدحهم الله بأنهم ( يرجون رحمة الله ) أي يطعمون مؤملين أن يشملهم الله برحمته ،فإنه سبحانه وتعالى ذو مغفرة للناس على ظلمهم وما اكتسبوا من الإثم ،وهو الرحيم الذي تسبق رحمته عذابه والذي يتجاوز للعباد عن السيئات لما يحيطهم به من واسع منّه وفضله وإحسانه .فقال في ذلك: ( والله غفور رحيم ) .