{خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى} شرح الله صدر موسى عليه السلام وأذهب عنه ما أصابه من خوف لرؤية الحية العظيمة ،فلما أمسكها بيده تنفيذا لأمر الله له بذلك ،أعادها الله عصا كما كانت من قبل .وقيل: بلغ موسى من ذهاب خوفه وطمأنينة نفسه أن أدخل يده في فمها وأخذ بلحيتها وهو قوله سبحانه: ( سنعيدها سيرتها الأولى ) ( سيرتها ) منصوب بالفعل ( سنعيدها ) بتقدير حذف حرف جر .وتقديره: سنعيدها إلى سيرتها الأولى ،فحذف حرف الجر فاتصل الفعل به فنصبه .
و ( سيرتها ) ،من السيرة وهي الحالة التي يكون عليها الإنسان ،سواء كانت فطرية أو مكتسبة .وهي في الأصل كما قال الزمخشري من السير كالركبة من الركوب .يقال: سار فلان سيرة حسنة .ثم استعملت بمعنى الحالة والطريقة .والمعنى: سوف نردها عصا كما كانت .وقيل: أراه الله ذلك عند المخاطبة توطينا لنفسه كيلا يفزع منها إذا انقلبت حية عند فرعون .وهذه معجزة عظيمة أوتيها موسى تثبيتا لقلبه وتنبيها لفرعون لعله يخشى أو يتدبر أو يزدجر .