المفردات:
سيرتها الأولى: حالها الأولى وهي كونها عصا ،يقال لكل من كان على أمر فتركه ثم عاد إليه: عاد فلان سيرته الأولى .
21-{قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى} .
والسياق هنا لا يذكر ما ذكر في سورة أخرى من أن موسى عندما رأى الحية هائلة كبيرة ولّى مدبرا قال تعالى:{وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولّى مدبرا ولم يعقب يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين} .( القصص: 31 ) ؛لأن سياق السورة سياق أمن ورحمة وطمأنينة فقال الحق هنا:{قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى} .وفي سورة أخرى:{إني لا يخاف لديّ المرسلون} .( النمل: 10 ) .أي: أنت رسول كريم ،ستحمل رسالة كلها أمن وأمان وتحمل تبعات .
ومعنى{خذها ولا تخف} .أي: خذ عصاك ولا تخف منها ؛فهي معجزة لك ،تخيف غيرك ،ولا تخف منها ؛{سنعيدها سيرتها الأولى} .سنرجعها إلى الحالة التي كانت عليها من قبل ؛عصا تمسكها ؛فأقدم على ذلك برباطة جأش دون تردد ولا ذعر .
فائدة:
ذكر الله هنا العصا: أنها تحولت إلى{حية تسعى} .وذكر في سورة الشعراء: أنها تحولت إلى{ثعبان مبين} .( الشعراء: 32 ) .
وقال في سورة أخرى:{تهتز كأنها جان} .( القصص: 31 ) والجان هو الحية الصغيرة الجسم ،وهي أقدم على سرعة الحركة ولا تنافي بين هذه الصفات ؛لأن الحية اسم جنس يطلق على الصغير والكبير ،والذكر والأنثى ،والثعبان: هو العظيم منها ،والجان: هو الحية الصغيرة الجسم ،السريعة الحركة ؛فالحية كبيرة الجسم ،لكنها في سرعة الحركة شبّهت بالجان في هذه الخاصية وهي سرعة التحرك ،فاجتمع لها ضخامة الجسم مع سرعة الحركة التي يمتّع بها الصغير .