فأجابهم موسى ( بل ألقوا ) أمرهم أن يلقوا ما معهم أولا ،حتى يظهر للناس زيفهم وينكشف افتراؤهم وباطلهم وسوء ما يأفكون وأن ما جاءوا به كيد سحرة أشرار ( فإذا حبالهم وعصيتهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ) ذكر أن السحرة لطخوا حبالهم وعصيهم بالزئبق .وهذه المادة شديدة التمدد بارتفاع الحرارة .فلما ألقيت الحبال والعصي في وهج الشمس الحارقة ؛إذ الحرارة عالية ،تمدد الزئبق تمددا ظاهرا ،فاضطربت بتمدده الحبال والعصي وتحركت واهتزت حتى خُيل إلى موسى أن الأرض حيات تسعى على بطونها مسرعة .فكل يخيل للناظرين ؛إذ ذاك أن هذه حيات تسعى باختيارها وما كان ذلك إلا زيف ساحرين ،وحيلة اصطنعها دجاجلة أفاكون ليخدعوا بها الناس طمعا في الحظوة عند فرعون .