قوله تعالى:{إن الذين آمنوا والذين هادوا والصائبين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد ( 18 )} خبر ( إن ) الأولى ،محذوف .وقيل: الخبر قوله: ( إن الله يفصل بينهم ){[3085]} والمعنى: ( إن الذين آمنوا ) ،وهم المؤمنون بالله ورسوله محمد ( ص ) وما أنزل عليه من كتاب وهو القرآن .( والذين هادوا ) ،أي اليهود وهم المنتسبون لملة موسى عليه السلام .و ( الصائبين ) .هم قوم يعبدون الملائكة وقيل: يعبدون النجوم .و ( النصارى ) ،وهم المنتسبون لملة عيسى عليه السلام .و ( والمجوس ) ،وهم الذين يعبدون الشمس والقمر والنار ( والذين أشركوا ) ،يراد بهم عبدة الأوثان .قوله: ( إن الله يفصل بينهم يوم القيامة ) أي يقضي الله بين هؤلاء جميعا يوم القيامة ،فيجازي الكافرين الأخسرين بضلالهم وفسقهم عن منهج الله الحق .ويجازي المؤمنين المصدقين المذعنين لله بالطاعة والامتثال ،ما أعده لهم من عظيم الجزاء وحسن الثواب .
قوله: ( إن الله على كل شيء شهيد ) الله شهيد على أفعال عباده من خير أو شر .وهو سبحانه لا يعزب عن علمه شيء مما يفعله العباد سواء فيهم المؤمنون والجاحدون .