قوله تعالى:{هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم ( 19 ) يصهر به ما في بطونهم والجلود ( 20 ) ولهم مقامع من حديد ( 21 ) كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق ( 22 )} .
ذكر في سبب نزول هذه الآية أنه اختصم المسلمون وأهل الكتاب .فقال أهل الكتاب: نبينا قبل نبيكم ،وكتابنا قبل كتابكم ؛فنحن أولى بالله منكم .وقال المسلمون: كتابنا يقضي على الكتب كلها .ونبينا خاتم الأنبياء ؛فنحن أولى بالله منكم ،فأفلج الله الإسلام على من ناوأه{[3088]} .وأفلجه ،بمعنى أظهره{[3089]} .
الله جل وعلا يتوعد الطغاة والعصاة والفاسقين عن أمره وشرعه بعقابه الفظيع الوجيع .ويشار إلى هذه الفظاعة في التنكيل بهذه الكلمات الربانية المثيرة ذات الدلالة الظاهرة على اشتداد العذاب الموعود .العذاب الواصب البئيس الذي أعده الله للمجرمين المستكبرين وهو قوله سبحانه: ( فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار ) أي أحاطت بأجسادهم النار كالثياب تغشى الأبدان ( يصب من فوق رؤوسهم الحميم ) أي يصب على رؤوسهم الماء هو في غاية الغليان والحرارة .