{خَصْمَان}: قال صاحب المجمع: «الخصم: يستوي فيه الواحد والجمع ،والذكر والأنثى .يقال: رجل خصم ،ورجلان خصم ،ورجال خصم ،ونساء خصم .وقد يجوز في الكلام: هذا خصمان اختصموا ،وهؤلاء خصم اختصموا .قال الله تعالى:{وَهَلْ أَتَاكَ نبأ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُواْ الْمِحْرَاب} [ ص: 21] ،وهكذا حكم المصادر إذا وُصف بها أو أُخبر بها » .
{الْحَمِيمُ}: الماء الشديد الحرارة ،والحميم: القريب المشفق كما في قوله تعالى:{فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ *وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ} [ الشعراء: 100101] وقوله:{وَلاَ يَسأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً} [ المعارج: 10] فكأنه الذي يحتدّ حماية لذويه
{هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ} فمنهم من كفر بالله ،ومنهم من آمن به ..وعاشوا الحياة صراعاً فيما بينهم ،لأن لكلٍّ منهم خطّاً فكرياً وموقعاً للحكم وللسياسة وللحياة مختلفاً يدور القتال حوله ،كما أن لكلٍّ منهم قياداتٍ وأتباعاً وأوضاعاً ..وتبقى الحياة ،ويبقى هذان الخصمان على صراعهما ليحكما الحياة منذ البداية إلى النهاية ،ولكن ماذا بعد الحياة عندما يقوم الناس لرب العالمين ؟!
{فَالَّذِينَ كَفَرُواْ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارِ} فهم يلبسون النار ثياباً تغطي أجسادهم وتسترها ،لكنها تلذعهم وتحرقهم ،{يُصَبُّ مِن فَوْقِ رؤوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا في بُطُونِهِمْ} أي: يذاب بالماء المغلي كل ما في بطونهم من الأمعاء{وَالْجُلُودُ} التي تذوب وتنضح