قوله: ( فاتخذتموهم سخريا ) بكسر السين .وقرئ بضمها وهما لغتان بمعنى واحد .من سخر يسخر من الهزء واللعب{[3204]} .أي سخرتم منهم واستهزأتم بهم لكونهم مؤمنين لا يعبدون غير الله من الأنداد والشركاء ( حتى أنسوكم ذكري ) أي شغلكم الاستسخار بهم وبعبادتهم عن ذكركم لي ( وكنتم منهم تضحكون ) وهذا هو ديدن المجرمين من كل أمة ،يضحكون من الفئة المؤمنة الثابتة على الحق ،وعلى صراط الله المستقيم ؛فلا يزيغون ولا يتحولون – يضحكون منهم استهزاء وسخرية .إنه ديدن التاعسين التافهين من الظالمين في كل زمان ؛فإنهم يتجلجلون في الضلالة والجهالة والرجس ،وهم يحسبون أنهم على شيء ،وهم في الحقيقة واهمون مخدوعون مضللون ؛إذ سوّلت لهم الشياطين من الجن والإنس أن يسخروا من المؤمنين المستضعفين ويضحكوا منهم على سبيل التهكم والاستخفاف .والله يشهد والراسخون في إدراك الحقيقة يعلمون أن هؤلاء المستسخرين جهلة ،وأنهم منحدرون في دركات العماية والسفاهة وصفاقة الأذهان والضمائر .