ماذا كان لقاء المشركين لهؤلاء المؤمنين ؟
{ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ ( 110 )} .
الفاء للإفصاح عن شرط مقدر ، أي إذا كانوا على هذه الضراعة ، فلم يقتدوا بهم ويأتسوا ، بل اتخذوهم سخريا . . . قرئ بضم السين ، وقرئ بكسرها{[1547]} ، وفرق بعض اللغويين بأن القراءة بالضم معناها التسخير ، وبالكسر معناها الاستهزاء ، ولا يعرف هذه التفرقة الخليل بن احمد ولا سيبويه ولا الكسائي ولا الفراء بل هما لغتان بمعنى واحد ، ولقد كان المشركون يسخرون من الذين آمنوا ، وقوله تعالى:{ حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي} ، أي أن هذه السخرية جعلتهم لا يلتفتون إلى معاني الذكر الحكيم ، ولا يتدبرون آياته ، ولا يعتبرون بعبره ، وإنه بسبب هذا كله ينسون ذكر الله تعالى فلا تمتلئ قلوبهم به ، ولا يخشونه ،{ وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ} ، أي كنتم أيها المشركون الساكنون في جهنم تضحكون منهم ، والضحك يميت القلب ، ولا تكون معه عبرة ولا استبصار .