{فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً} بما كنتم تخوضون فيه من أحاديث لاهية لا تتحرك من موقع الجدية والمسؤولية ،ما جعلكم تجدون في إيمانهم ،وفي كلماتهم الخاشعة المبتهلة لله ،وفي حركتهم الواعية المسؤولة ،وفي وقفاتهم التقية عند حدود الله ،وفي إقامتهم العلاقات الإنسانية على أساس رساليّ يريد للرسالة أن تتجسد في حركة الواقع ،وفي غير ذلك ،مادّةً للسخرية والاستهزاء بأساليبكم التي تجعل من الجدّ هزلاً ،ومن الحقيقة مهزلةً ،لتفقدوا هؤلاء احترامهم في نظر الناس .وما زلتم في أجواء اللهو والعبث بالإيمان والمسؤولية والبعد عن التفكير بالله وبالآخرة وبالمصير{حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي} في ما كانوا يتحركون فيه من طاعات تتخذون منها مادّة للسخرية{وَكُنْتُمْ مِّنْهُمْ تَضْحَكُون} دون أي سببٍ ،إلا الجهل والضلال .