/ت55
( بل لا يشعرون ) أي لا يعلمون أن إمداد الله لهم بما أمدهم به من مال وبنين إنما كان استدراجا لهم وإمهالا .إن إمداد الناس بالمال لا يدل على فضلهم عند ربهم أو أنهم مرضي عنهم من الله .فلا يصلح المال أو الولد أو الجاه أو السلطان ،سببا لكرامة الإنسان عند الله أو أن ذلك مشعر بتقواه وصلاحه وحسن مصيره .وإنما الصلاح أو حسن المصير مرهون بالتقوى وعمل الصالحات .والله جل وعلا إنما يرزق المؤمنين وغير المؤمنين .فقد روى الإمام أحمد بسنده عن عبد الله بن مسعود ( رضي الله عنه ) قال: قال رسول الله ( ص ):"إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ،ولا يعطي الدين إلا لمن أحب فمن أعطاه الدين فقد أحبه .والذي نفس محمد بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه ،ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه "قالوا: وما بوائقه يا رسول الله ؟قال:"غشمه{[3177]} وظلمه .ولا يكسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك له فيه ولا يتصدق به فيقبل منه ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار .إن الله لا يمحو السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن ،إن الخبيث لا يمحو الخبيث "{[3178]} .